خلال عصر الجمعة 12 أيلول / سبتمبر من العام 1997، خاضت المقاومة الإسلامية في لبنان مواجهات بطولية بمساندة الجيش اللبناني ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، في منطقة الجبل الرفيع التابعة لإقليم التفاح في جنوب لبنان. وتميّزت هذه المواجهات بأنها أنتجت معادلة لبنان الدفاعية: جيش، وشعب، ومقاومة.
فخلال ذلك اليوم، كمنت مجموعة السيد عباس الموسوي التابعة لوحدة القوات الخاصة في المقاومة لمجموعة من وحدة إيغوز الخاصّة التابعة لجيش الاحتلال، كانت متوجهة نحو قرية عربصاليم. فعندما وصلت الأخيرة الى ممر إجباري في مرتفعات الجبل الرفيع، فتح المقاومون نيران أسلحتهم الرشاشة والصاروخية.
من بعدها، قامت مجموعة الشهيدين حسين مريش وربيع وهبة في المقاومة بتطويق مكان الاشتباك، والالتفاف على القوة المهاجمة الإسرائيلية والاشتباك معها ومع مجموعات التأمين.
عندها استقدم جيش الاحتلال تعزيزات إضافية، فهاجمتها مجموعة الشهيد أبو علي رضا ياسين بالأسلحة المباشرة.
عند الساعة الثامنة مساء، كثفت قوات المدفعية الإسرائيلية من قصفها على المنطقة المحيطة بمنطقة المواجهة. وفي منتصف الليل، أفادت غرفة عمليات المقاومة عن فقدانها الاتصال بـ 4 من مجاهديها، تبيّن فيما بعد بأن 3 منهم استشهدوا فيما نجى المقاوم الرابع، الذي استطاع سحب جثمان رفيقه الشهيد هيثم مغنية. أما الشهيدان الآخران الشهيد علي كوثراني والشهيد هادي نصر الله (نجل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله)، فقد تم أسر جثمانهما من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وتم تحريرهما في صفقة تبادل للأسرى جرى تنفيذها في الـ 26 من حزيران / يونيو عام 1998.
بالتزامن، شن سلاح الجو الإسرائيلي غارات على مراكز عسكرية تابعة للجيش اللبناني في منطقة عربصاليم. فقام الجيش اللبناني بالتصدي لطائرات الاحتلال، ما أدّى الى ارتقاء 6 شهداء في صفوفه هم: الملازم أول جواد عازار، العريف خضر غية، والجنود: ميلاد بطرس غالبرجي ووائل صوما ورفيق قنديل ومحمد تعباني.
كما ارتقت في هذه المواجهة أيضاً، الشهيدة عزيزة مقلد، والدة الشهيد مصطفى حيدر، جراء الرصاص وشظايا الغارات التي استهدفت ملالة الجيش اللبناني عند كوع جرجوع.
لتختلط في ذلك اليوم دماء شهداء الجيش والمقاومة والشعب، تأكيداً على الوحدة الوطنية والعلاقة الراسخة ما بين أطراف معادلة حماية لبنان.