لاعب شطرنج بارع أذل الكيان الإسرائيلي
ما زال يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس يقُض مضاجع الإسرائيليين، قادة ومستوطنين، وذهب العديد من المختصين والمستشرقين إلى القول إنه بفضل الحرب على غزة بات الأشهر عالميًا، وأعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة.
وفي هذا السياق قال إيلي غولديشميت، رجل أعمالٍ ثريٍ ومن قياديي حزب (العمل) الإسرائيلي إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرفض التوقيع على صفقة التبادل بسبب السنوار، رغم أن جميع قادة الأجهزة الأمنية دون استثناءٍ أوصوا بقبول الصفقة.
وتابع موجهًا كلامه لرئيس الوزراء: “نتنياهو الصفقة جيدة، ولكن المشكلة تكمن في الأنا الشخصي الذي تدمر خلال السنوات الخمس الماضية، عندما سمحت للقطريين بإدخال الأموال لحماس في غزة، حتى السابع من أكتوبر الفائت، فالسنوار، ابن مخيم اللاجئين، الذي قمت أنت بإطلاق سراحه في العام 2011 بصفقة شاليط، “وفاء الأحرار”، هذا الرجل وخلال حرب الأدمغة بينه وبينك، أنت الملك من قيساريا مع بركة السباحة، ومع لغتك الإنجليزية الممتازة، قام بهزيمتك شر هزيمة، إنه جعل منك ترابًا ورمادًا، لقد كان أذكى منك بعشرات المرات”.
وأردف غولدشميت في تسجيلٍ على حسابه في منصة (تيك توك): “من ناحية العقل، أثبت السنوار أنه أذكى منك على الأقل بألف مرةٍ، وبالتالي كان عليه من السهل يا نتنياهو أنْ يوقعك السنوار في الفخ، وحصل على الأموال بموافقتك من قطر، واستغلها لإقامة البنية العسكرية لحركة حماس، إنه عمليًا جندك من أجل احتياجاته”.
وشدد في ختام حديثه على أن “نتنياهو استفاق متأخرًا وبات مقتنعًا بأن الرجل من مخيم اللاجئين انتصر عليه، وهو الذي يرى في نفسه تشرتشل الصهيوني، السنوار جعل منك إنسانًا صغيرًا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، ولذا فإنه من ناحيتك يجب أن يموت السنوار قبل أنْ تتم صفقة التبادل، فقط عند ذلك ستوافق على الصفقة، لأنك تريد أن ترمم الكرامة الشخصية التي أفقدك إياها السنوار، وأنت تفعل ذلك على حسابنا وظهورنا كما تفعل دائمًا”، كما قال غولدشميت.
إلى ذلك، رأى المحلل في صحيفة (هآرتس) العبرية روغل ألفر أنه يتحتم على الإسرائيليين، قيادة ومستوطنين الاعتراف بأنه في كل ما يتعلق بإدارة الحرب، فإن قائد حماس يحيى السنوار يتفوق على جميع قادة الكيان من سياسيين وعسكريين.
وتابع قائلاً: “السنوار هو عمليًا لاعبًا بارعًا في الشطرنج، حيث يرى عدة خطوات إلى الأمام، ويقوم بإخفاء أهدافه ورغباته بشكلٍ ممتازٍ، وعندها فإنك لا تعلم أبدًا كيف تتلقى الضربة منه، وهذا الأمر هو عمليًا يعتبر إذلالاً لـ (إسرائيل)، التي تشعر بالعمى”.
وخلص المحلل الإسرائيلي إلى القول إن “السنوار هو حتى اللحظة الإستراتيجي الاكثر براعة في المنطقة، إذ أنه منذ بدء الحرب الحالية، في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، لم يرتكب حتى خطأً واحدًا ووحيدًا”.
على صلة بما سلف، رأى محلل الشؤون الإستراتيجية في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، رونين بيرغمان، أن “إسرائيل” وجدت نفسها مضطرة للتنازل أمام مطالب حماس من أجل إبرام صفقة تبادل الأسرى بين الطرفين، لافتًا في الوقت عينه إلى أنه مرة تلو الأخرى تأكد أن مواصلة الحرب في قطاع غزة يؤدي لموت الاسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة في غزة، والآن تقوم ماكينة الدعاية السياسية والعسكرية بالكيان بمحاولة إقناع الإسرائيليين بأن زيادة القوة العسكرية سيؤدي لتليين مواقف حماس، والذي أثبت في الماضي غير البعيد أنه ليس صحيحًا بالمرة.
ونقل المحلل، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع أجهزة الاستخبارات في الكيان، عن أحد الضالعين في المفاوضات لإبرام صفقة التبادل قوله: “(إسرائيل) لم تجر مفاوضات لإطلاق سراح الاسرى في قطاع غزة، ولو كانت قد فعلت ذلك، لكنا قد أعدناهم قبل زمنٍ طويلٍ إلى تل أبيب”.
وخلص المحلل إلى القول إن “مجموعة من القادة السياسيين والأمنيين في (إسرائيل) باتوا على قناعةٍ تامةٍ بأن ثمن صفقة التبادل لن ينقص، بل على العكس سيرتفع كل يوم لا تقدم فيه (إسرائيل) على إبرام الصفقة، وذلك خلافًا للأنباء الكاذبة التي تواصل الحكومة والجيش الإسرائيلي نشرها في وسائل الإعلام العبرية، والتي يجب محاسبتها على التعاون مع نشر الأكاذيب للجمهور الإسرائيلي”.